مثل بدو سيناء الجندي المجهول في حرب أكتوبر المجيدة ، حيث كان لهم دور عظيم وتأثير كبير من خلال تعاونهم مع الجيش المصري في تحقيق النصر والذين أردوا لكل المصريين شرفهم وعزتهم وكرامتهم ، وخرج من بينهم أبطال شرفاء ومخلصين حفرت أسماءهم بأحرف من نور في تاريخ الكرامة المصرية والعزة ، وتبقى بطولاتهم التي شهدها العدو بل والعالم كله باقية تُحكى عنها جيلًا بعد جيلٍ .
حيث كان لبدو وشيوخ قبائل سيناء دور عظيم خلال هذه الحرب المجيدة وقبلها بدءاً من نكسة 67 ، حيث قام بدو سيناء باصطحاب بعض الجنود وأخذوا يتنقلون بهم من جبلٍ لجبلٍ لمدة ستة أشهر بعيدا عن أعين العدو ، ثم بعد ذلك أوصلوهم إلي القاهرة سالمين غانمين .
فعقب النكسة تأثر الكثيرين من أبناء سيناء بما حدث مثلهم كمثل باقية المصريين ، حين رأوا حربا غير متكافيء وجيش لم تتح له الفرصة أن يحارب مات الكثيرون منه برصاص غادر ملوث ، مما دفعهم إلي توجه عدد كبير منهم بالإضافة إلي أبناء مدن القناة الثلاثة ” السويس ، بورسعيد ، والإسماعيلية ” إلي إدارة المخابرات الحربية التابعة للجيش ، حيث تطوع أبناء سيناء كفدائيين للعمل مع الجيش حيث طلب من أبناء سيناء القيام بثلاثة مهام أساسية وهامة جدا لدي الجيش المصري آنذاك ، وهي ” جمع المعلومات عن جيش العدو ، وتصوير مراكز وقواعد ارتكازات جيش العدو ، والقيام بالعمليات الاعتراضية خلف الخطوط والمواقع المتأخرة لجيش العدو ” .
حيث كان يختار أبناء سيناء كلا منهم علي حسب مهارته وقدرته علي العطاء ، فمنهم من كان يختار التصوير ، فيقوم بتصوير مواقع وارتكازات العدو ، حيث كانت أجهزة المخابرات تقوم بتدريبهم علي استخدام أحدث كاميرات للتصوير في ذلك الوقت ، حيث كانوا يختبئون وسط الأغنام ويرتدون ” القاعد ” ، وهو ملبس مصنوع من صوف الخراف حتى يتمكنوا من الاختباء وسط الأغنام دون أن يكتشفهم العدو الإسرائيلي ، مضيفا أنهم كانوا ينقلون كل تحركاتهم للقيادة المصرية .
ومنهم من أختار العمليات الاعتراضية التي تقع خلف خطوط العدو في الجبهة ، حيث يتم من خلال تلك العمليات التدريب علي أطلاق صواريخ ” الكاتيوشا ” علي المواقع المتواجدة في أخر جبهة العدو ، حيث كان الجيش يقوم بقصف مواقع العدو علي الجبهة ، ويقوم فدائيين سيناء بضرب المواقع المتواجدة في أخر الجبهة ، حيث كانت تلك الصواريخ روسية الصنع ومدها 8 كم ، والتي كانت تقوم بقصف مواقع العدو الواقعة علي بعد 160 كم داخل الجبهة الإسرائيلية .
ويذكر أن عدد الفدائيين في ذلك الوقت والذين شاركوا في هذا النصر العظيم هم ” 850 ” فدائياً من الأربع محافظات ” سيناء ومدن القناة ” .
ودائما وأبداً يتذكر أبناء سيناء الشرفاء الكلمة المؤثرة التي قالها اللواء ” فؤاد نصار ” مدير المخابرات الحربية في ذلك الوقت ، حينما قال أمام الرئيس الراحل محمد أنور السادات و القيادات العسكرية عقب انتصار حرب أكتوبر المجيدة ، ليثبت للعالم كله مدي أهمية وعزة وكرامة أبناء سيناء الذين ضحوا بكل ما لديهم من أجل عزة وكرامة وطنهم والتي يعتبرها أهالي سيناء الشرفاء وسام علي صدورهم ، حين قال للرئيس السادات وجميع الحضور عقب النصر ” سيدي لم تكن لدينا أقمار صناعية ، ولكن كان لدينا هذه العيون الثاقبة والصادقة من أبناء سيناء ، لقد جعلوا المواقع الإسرائيلية كتاباً مفتوحاً أمام القوات المسلحة ، فلولا أبناء سيناء ما كانت حرب أكتوبر ” .